مقالات وأبحاثعلوم صحية

الأرق المزمن يُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب

أظهرت نتائج دراسة جديدة: أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق، لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الوفاة أيضاً مقارنة بالذين لا يعانون من الأرق.

التشافي بالغذاءالمحتوى القائم على الأدلة
  • تحليل تلوي جديد لـ 21 دراسة شملت أكثر من مليوني شخص، يحلل كيفية تأثير الأرق على خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • قام الباحثون في التحليل، بمقارنة البيانات بين الأفراد الأصحاء، الذين لا يعانون من الأرق، والأشخاص الذين يعانون منه
  • أظهرت الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب المرتبطة بالأرق، خطراً أعلى بنسبة 14٪، مقارنة بالأفراد الأصحاء.
  • يعاني معظم الأشخاص من مشاكل في النوم، في مرحلة ما من حياتهم، سواء بسبب التوتر والقلق، أو لأي ظروف صحية أخرى.

تشير بعض الأبحاث السابقة، إلى أن الأرق يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، بينما تشير دراسات أخرى إلى عدم وجود صلة.

كانت هذه النتائج المتناقضة وغير الحاسمة، بمثابة قوة دافعة لإجراء تحليل تلوي جديد، سعى إلى تحديد ما إذا كان الأرق يؤثر فعلاً على القلب، وإلى أي درجة.

وفقا للمكتبة الوطنية للطب، فإن الأرق يؤثر على أكثر من 30٪ من البالغين في جميع أنحاء العالم.

وغالباً ما يتعرض الأشخاص الذين يعانون من الأرق، لخطر الإصابة بأمراض مثل القلب والسكري، وأمراض الكلى، واضطرابات الجهاز الهضمي.

طريقة جمع البيانات

في التحليل التلوي الجديد، الذي نشرته مجلة PLoS One، قام الباحثون بالنظر في قواعد البيانات الطبية، لمعرفة ما إذا كانت البيانات من العشرين عاماً الماضية، قد تشير إلى وجود صلة بين الأرق وأمراض القلب والأوعية الدموية.

استخدم الباحثون بيانات من 21 دراسة شملت ما يقرب من 389,000 شخص، يعانون من الأرق، وأكثر من 2 مليون شخص يتمتعون بصحة جيدة.

تتبعت الدراسات التي أعمار هؤلاء الأشخاص، في أي مكان من 3 أعوام إلى 20 عاماً، ويجب أن يكون عمر المشاركين 18 عاماً على الأقل أو أكبر حتى يتم إدراجهم.

معايير أخرى تم إدراجها:

  • نتائج الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية
  • حوادث احتشاء عضلة القلب
  • حوادث أمراض القلب والأوعية الدموية
  • جميع أسباب الوفيات المرتبطة بالأرق
  • لم يقم الباحثون بتضمين الدراسات التي شملت قاصرين أو حيوانات أو لم يكن لديهم أي ضوابط.
  • متوسط عمر المشاركين في الدراسة 59.4 سنة لمجموعة الأرق و58.6 سنة للمجموعة السليمة.


تحليل البيانات والنتائج

بعد تحليل البيانات، ومقارنة الأفراد الأصحاء بالأشخاص الذين يعانون من الأرق، وجد الباحثون أن هناك علاقة بين الأرق وعدد من الحالات الصحية الضارة.

قال الباحثون إن الأشخاص الذين يعانون من الأرق، لديهم خطر أكبر بكثير للوفاة، بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث كان الأشخاص الذين يعانون من الأرق، أكثر عرضة لخطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب بنسبة 53٪، مقارنة بالأفراد الأصحاء.

كما ارتبط الأرق أيضاً بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث كان الأشخاص الذين يعانون من الأرق، أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 48٪ مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

ومن النتائج المهمة أيضاً، أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق كان لديهم فرصة أكبر للإصابة بأي نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31%.

بالإضافة لذلك اكتشف الباحثون، أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق، لديهم فرصة أعلى للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 14%، مقارنة بالأفراد الأصحاء.

الاستنتاجات

عند النظر في البيانات المتاحة عن الأشخاص، من الدراسات التي تابعت حالاتهم لمدة تتراويح بين 10 إلى 20 سنة، رأى الباحثون أن نسبة الوفاة لأي سبب كان، أعلى بكثير بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق.

يشير ذلك إلى أن الأرق، ليس مجرد مشكلة ينحصر تأثيرها في الشخص على المدى القصير، وإنما يمكن أن تؤثر على الأشخاص في المستقبل على المدى المتوسط والطويل أيضاً.

كيف يؤثر الأرق على صحة القلب؟

وفقاً لمجلة Medical News Today تحدث الدكتور Dr. Cheng-Han Chen، طبيب القلب التداخلي والمدير الطبي لبرنامج القلب الهيكلي في مركز ميموريال كير سادلباك الطبي في لاجونا هيلز، كاليفورنيا، حول الدراسة قائلاً:

“من المحتمل أن يؤثر الأرق سلباً على صحة القلب، من خلال مجموعة من الآليات، مثل زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي، وحدوث خلل في تنظيم نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وزيادة الالتهاب الجهازي”.

وتابع الدكتور تشين بالقول: “يتزامن الأرق في كثير من الأحيان مع انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو عامل خطر معروف لأمراض القلب والأوعية الدموية”، كما يمكن للأرق أن يعزز ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر آخر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.”

في حين وجد الدكتور تشين الدراسة مفيدة بشكل عام، إلا أنه لاحظ وجود قيود على الدراسة.

حيث قال: “إنها محدودة ليس بسبب عدم التجانس الكبير في تعريف الأرق عبر الدراسات وحسب، ولكن أيضًا في التباين السريري والمنهجي بين الدراسات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسات الرصدية، التي استند إليها التحليل التلوي محدودة بطبيعتها، بسبب عدم القدرة على إظهار علاقة سببية، أي ما إذا كان الأرق يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، أو ما إذا كانت أمراض القلب والأوعية الدموية الكامنة، تؤدي إلى المزيد من الأرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى