أمراض شائعةمقالات وأبحاثصحة المرأة

سرطان الثدي: الأسباب وعوامل الخطر

ماهي أسباب وعوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي؟ ولماذا يعد استخدام وسائل منع الحمل وعدم إنجاب الأطفال من أسباب الإصابة به؟ وهل للعامل الوراثي دور بذلك؟

ترتبط بعض عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي بأنماط الحياة اليومية، مثل النظام الغذائي المُتَّبع، والوزن الزائد، والتمارين الرياضية.

كما أن القرارات المُتعلقة بإنجاب الأطفال، والامتناع عن الإرضاع الطبيعي،وتناول الأدوية المحتوية على الهرمونات، مثل أقراص منع الحمل والحُقن،تلعبُ كلها دوراً مهماً في تعزيز عوامل الإصابة بسرطان الثدي.


المحتويات:

عوامل وأسباب خطر الإصابة بسرطان الثدي


من أهم عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:

عدم ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية

تتزايد الأدلة العلمية والطبية، على أن النشاط البدني المُنتظم، يُقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خصوصاً بعد انقطاع الطمث، ولعلَّ السبب في ذلك هو أن القيام بالأنشطة البدنية بشكل دائم ومستمر، يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض في الوزن والهرمونات التي تتسبب بزيادته. (1)

كذلك فإن القيام بالأنشطة البدنية، يؤدي إلى خفض مستوى الالتهابات في الجسم ويعمل على توازن الطاقة، ولذلك فمن المهم والضروري أن تقومين بممارسة بعض تلك الأنشطة، حتى ولو لبضع ساعات في الأسبوع كحد أدنى، مع أنه كلما قمتِ بالمزيد منها طوال أيام الأسبوع كان ذلك أفضل.(2)

Two girls running-anfood
ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية للفتيات في سن مبكرة، مفيدة لوقايتهن من مختلف الأمراض ومنها سرطان الثدي

زيادة الوزن و السِّمنة

زيادة الوزن والسِّمنة بعد انقطاع الطمث، تُزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر منها في فترة ما قبل انقطاع الطمث.

لأن في فترة ما قبل انقطاع الطمث(3) تعمل المبيض على إنتاج معظم هرمون الاستروجين الخاص بكِ، بينما لا تنتج الأنسجة الدهنية سوى جزءاً صغيراً من هذا الهرمون.

لكن في فترة ما بعد انقطاع الطمث، تتوقف المبيض عن إنتاج هرمون الاستروجين، وتتولى الأنسجة الدهنية وحدها مهمة إنتاجه، وهذا يؤدي إلى تراكم المزيد من الأنسجة الدهنية(4).

وجود المزيد من الأنسجة الدهنية(5) بعد انقطاع الطمث يمكن أن يرفع من مستويات الاستروجين، وهذا بدوره يُزيد من فرص إصابتكِ بسرطان الثدي.

كذلك فإن النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن يكُنَّ أكثر عُرضة إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، وارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، تعدُّ من أسباب الإصابة ببعض أنواع السرطانات ومنها سرطان الثدي.

ومع ذلك.. فإن العلاقة بين الوزن الزائد وخطر الاصابة بسرطان الثدي لا تزال معقدة بعض الشيء.

على سبيل المثال، يكون خطر الإصابة بعد انقطاع الطمث أعلى بالنسبة للنساء اللائي زاد وزنهن بحكم التقدم في السن، ولكن الخطر قبل انقطاع الطمث يكون أقل في حقيقة الأمر، لدى النساء البدينات عموماً، أو اللواتي يعانين من السمنة الزائدة.



زيادة الوزن والسمنة بعد انقطاع الطمث
زيادة الوزن و السِّمنة بعد انقطاع الطمث، تُزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر منها في فترة ما قبل انقطاع الطمث

يُعد استخدام العلاج الهرموني بالاستروجين للمساعدة في تخفيف أعراض سن اليأس، ولمنع ترقق العظام، من العوامل التي تُزيد من احتمال خطر الإصابة بسرطان الثدي.

تعاطي الكحول والمشروبات المحتوية على الكحول

شرب الكحول يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكلما زادت كمية الكحول كلما زادت نسبة الخطر، كما أن تعاطي الكحول يرتبط كذلك بزيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات.

الجينات الوراثية وتاريخ العائلة

هناك أدلة علمية كثيرة، أشارت إلى أن وجود قريبة واحدة من الدرجة الأولى مصابة بسرطان الثدي، على سبيل المثال (أم أو أخت أو ابنة)، يضاعف من احتمال تعرض قريباتها الأخريات من الدرجة الأولى لخطر الإصابة به أيضاً.

لكن هذه ليست قاعدة عامة دائماً، فقد أشارت ذات الأبحاث، إلى أن نسبة النساء المصابات بسرطان الثدي بسبب تاريخهن العائلي تتراوح ما بين 5 – 10% فقط،(6)

هناك أبحاث أخرى أشارت إلى أن النسبة قد تصل إلى 15%، من اجمالي النساء المصابات عموماً، وهذه النسبة هي للنساء اللواتي تجاوزت أعمارهن سن الخمسين فقط.

أما الفتيات أقل من سن الثلاثين، فليس هناك أدلة قطعية تشير إلى احتمال تعرضهن للإصابة بسبب عامل وراثي أو عائلي.

بالمُجمل حتى وإن كان لديكِ قريب أو قريبة مصابة بسرطان الثدي، فهذا لا يعني بالضرورة أنكِ قد تكونين معرَّضة للإصابة به أنتِ أيضاً، لأن هناك عوامل أخرى كثيرة تتداخل وتساهم في الأسباب منها العمر ونمط الحياة والعوامل البيئية وغيرها.(7)

شاهدي الفيديو

واشتركي بقناتنا على يوتيوب

https://youtu.be/xVysXBhPGZA

 

عدم إنجاب الأطفال

النساء اللواتي لم يُنجبن أطفالاً، أو اللائي أنجبنَ أول طفل لهن بعد سن الثلاثين، تكون نسبة احتمال تعرضهن لسرطان الثدي أعلى من نظيراتهن، وبشكل عام فإن الحمل والإرضاع في سن مبكرة يُقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ومع ذلك.. فإن تأثير الحمل على خطر الاصابة بهذا النوع من السرطانات لازال معقداً.

على سبيل المثال، يزيد خطر الإصابة به على مدار العقد الأول تقريباً بعد إنجاب الطفل الأول، خاصةً بالنسبة لسرطان الثدي السلبي لمستقبِلات الهرمونات، بما في ذلك سرطان الثدي الثلاثي السلبي الأقل شيوعا، ثم يصبح الخطر أقل بمرور الوقت.

الامتناع عن الإرضاع الطبيعي

تشير معظم الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية (بمعنى إرضاع طفلكِ من ثدييكِ) يقلل من خطر إصابتكِ بسرطان الثدي(8)، خاصةً إذا استمريتِ في إرضاع طفلكِ لمدة عام أو أكثر.

لعل تفسير ذلك قد يكون بسبب أن الرضاعة الطبيعية، تقلل من إجمالي عدد دورات الطمث مدى الحياة للمرأة.

إن الدراسات والأبحاث الحديثة، التي أكدت -ومازالت تؤكد- الارتباط الوثيق بين الإرضاع الطبيعي، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي في نمو مستمر.

كشفت دراسة تاريخية في العام 2002، جمعت ما يقرب من 50,000 حالة من حالات سرطان الثدي، من 47 دراسة وبائية في 30 دولة.

أن الخطر النسبي لدى النساء ينخفض بنسبة 4.3 ٪ لكل 12 شهراً تُرضِعها المرأة، وتنخفض بنسبة 7 ٪ لكل ولادة بشكل مستقل.(9)

على نحو مشابه، خلص استعراض لعام 2013 من 32 دراسة إلى أن خطر الإصابة، كان أقل بنسبة 14 ٪ بين النساء الشابات اللواتي أرضعن أطفالهن في أي وقت من الأوقات، مقارنة بالنساء اللائي لم يُرضِعن أبداً.

واستمر التأثير الوقائي للإرضاع الطبيعي، بغض النظر عن عدد المواليد، وقد كان أكبر بالنسبة للنساء اللائي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة 12 شهراً أو أكثر، كما كان لديهن خطر أقل بنسبة 28 ٪ .

الرضاعة الطبيعية

استخدام وسائل تحديد النسل أو منع الحمل

استخدام وسائل تحديد النسل المحتوية على الهرمونات(10)، يُزيد من احتمال خطر إصابتك بسرطان الثدي(11)، ومن تلك الوسائل ما يلي:

موانع الحمل التي تُؤخذ عن طريق الفم:

وجدت الكثير من الدراسات بأن النساء اللائي يستخدمن موانع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم، مثل حبوب منع الحمل، هُنَّ أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة أعلى، من النساء اللائي لا يستخدمن تلك الأقراص، لكن الخبر السار هنا أنه بمجرد إيقافكِ لتناول تلك الحبوب في وقت مبكر، فإن مستوى الخطر يتضاءل إلى حد كبير.

أقراص منع الحمل
استخدام وسائل تحديد النسل المحتوية على الهرمونات، مثل أقراص منع الحمل والحقن وغيرها، يُزيد من احتمال خطر إصابتك بسرطان الثدي

حُقنة تحديد النسل: Depo-Provera

هو شكل من أشكال منع الحمل، عن طريق الحقن بهرمون البروجسترون، الذي يُعطَى مرة واحدة كل 3 أشهر لمنع الحمل، حيث وجدت بعض الدراسات بأن النساء اللائي يستخدمن لقطات تحديد النسل، تزيد نسبة احتمال إصابتهن بسرطان الثدي، لكن دراسات أخرى لم تجد في ذلك خطر.

  • غرسات تحديد النسل
  • الأجهزة الرحمية (IUDs)
  • بقع الجلد
  • الحلقات المهبلية

كل هذه الأشكال من موانع الحمل تستخدم الهرمونات، ولذلك فإنها قد تساعد في زيادة خطر اصابتكِ بسرطان الثدي، فقد أظهرت بعض الدراسات العلمية وجود علاقة بين استخدام اللولب، الذي يُطلق الهرمونات، ومخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لكنها دراسات قليلة ومحدودة.

تشريح للثدي
مقطع تشريحي للثدي يوضح مناطق الأنسجة الدهنية والقنوات الناقلة

استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث

عامل الخطر هو أي شيء يمكن أن يُزيد من احتمال إصابتكِ بالمرض، أي مرض كان، كسرطان الثدي مثلاً، لكن وجود عامل خطر واحد أو أكثر، لايعني بالضرورة أنكِ متأكدة من إصابتك بالمرض.

يُعد استخدام العلاج الهرموني بالاستروجين للمساعدة في تخفيف أعراض سن اليأس، وللمساعدة في منع ترقق العظام، من العوامل التي تُزيد من احتمال خطر الإصابة بسرطان الثدي(12)، وهذا ينطبق على كل الأشكال والمسميات المختلفة لهذا النوع من العلاج مثل:

العلاج بالهرمونات بعد انقطاع الطمث(13) (PHT)، والعلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، والعلاج بالهرمونات بعد انقطاع الطمث (MHT)، والعلاج بالهرمونات البيولوجية، وعادة ما تظهر مخاطر تلك العلاجات بعد 4 سنوات من الاستخدام.

بالإضافة لتلك المخاطر فإن استخدام الهرمون المشترك (HT) والمعروف باسم العلاج الهرموني المركب بعد انقطاع الطمث، الذي يتم التسويق له من زاوية أنه يُقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وهشاشة العظام.

فإن بعض الدراسات قد أكدت بأنه يُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدموية والسكتات الدماغية.


إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنسي مشاركتها لصديقاتك، لتعم الجميع الفائدة.
لا تنس أيضاً الاشتراك بنشرة التشافي الاسبوعية لمواكبة كل الوصفات والنصائح الجديدة.
لمعرفة كل جديد حول الصحة والعافية تابعينا على
فيس بوككورةتويتر X، – انستغرام، واشتركي بقناتنا على يوتيوب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى